كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 3)

يكفيك من بعض ازديار الآفاق ... سمراء ممّا درس ابن مخراق
قال: درس يدرس، مثل داس يدوس، وقال بعضهم:
سمراء: ناقته، ودرسها: رياضتها «1»، قال: ودرس السورة من هذا. أي يدرسها لتخفّ على لسانه.
وجه من قرأ: دارست. أي «2»: دارست أهل الكتاب وذاكرتهم، ويقوي ذلك «3»: إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون [الفرقان/ 4].
فإن قيل: ليس في المصحف ألف، فإن الألف قد تحذف في المصحف في نحو هذا، ويقوي ذلك قوله: وقالوا أساطير «4» الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5].
ووجه درست في «5» حجّة هذه القراءة: أن أبيّا، وابن مسعود فيما زعموا قرآ درس «6» وأسندا «7» الفعل فيه إلى الغيبة، كما أسندا «8» إلى الخطاب وهو فعل، من:
درست، كما أنّ دارست فاعلت منه.
__________
(1) وقيل: السمراء: الحنطة، ودرس على هذا: داس- وازديار من الزيارة.
انظر اللسان: مادة (سمر).
(2) سقطت من (ط).
(3) في (ط): ذلك قولهم.
(4) رسمها في الأصل: «أساطير» والاستشهاد فيها على ما أثبتناه من المصحف.
(5) في (م): فمن.
(6) في (ط): وليقولوا درس.
(7) في (ط): فأسندا.
(8) في (ط): أسند.

الصفحة 374