كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 3)

والقطاع، والحصاد، وربّما دخلت اللغة في بعض هذا، فكان فيه فعال، وفعال «1». فقد «2» تبيّنت مما قال: أن الحصاد والحصاد لغتان، فأما قول النابغة «3»:
يمدّه كلّ واد مزبد لجب ... فيه ركام من الينبوت والحصد
فإن محمّد بن السّريّ روى فيه: الحصد، وذكر أن بعضهم رواه: الخضد، وفسّر الخضد: ما تكسّر من الشجر.
قلل أبو علي: ويجوز أن يكون الحصد الذي يفسره «4» ابن السرّي: الحصاد حذف الألف منه، كما يقصر الممدود، وكأن المحصود سمّي الحصاد باسم المصدر، كالخلق، والصيد، وضرب الأمير، ونسج اليمن، ونحو ذلك، ويدلّك «5» على ذلك قول الأعشى «6»:
__________
(1) سيبويه 2/ 217.
(2) في (ط): وقد.
(3) رواية البيت في ديوانه ص 27:
يمده كلّ واد مترع لجب ... فيه ركام من الينبوت والخضد
واللجب: المصوّت لشدة جريه- والينبوت: شجر الخرّوب.
(4) في (ط): لم يفسره.
(5) في (ط): ويدلّ.
(6) البيت من قصيدة طويلة في ديوانه ص 99 يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي ورواية الديوان: لها جرس. يصف صوت الدروع في الحرب.

الصفحة 417