كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 3)
[التوبة/ 125]. وأما ما في الفرقان مما اتّفق حمزة والكسائيّ على تخفيفه، وشدّدهما غيرهما «1» فقوله: ولقد صرفناه بينهم [الفرقان/ 50]، أي: الماء المنزل من السماء سقيا لهم وغيثا، ليذكروا موضع النعمة فيشكروه، ويتقبّلوه «2» بالشكر، فأبى أكثر الناس الشكر لمكانه، وكفروا بالنعمة «3» به، وقد يقال: إن كفر النعمة به قولهم: مطرنا بنوء كذا، وكذلك قوله: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [الواقعة/ 82] فكأنّه على هذا تجعلون شكر رزقكم التكذيب، ومثل ذلك ما أنشده أبو زيد:
فكان ما ربحت تحت «4» الغيثرة ... وفي الزّحام أن وضعت عشره
«5» قال [أحمد] «6» واتفقوا على تخفيف ذال قوله: وما يذكرون ورفع الكاف في المدّثر [56]. فقرأ نافع: وما تذكرون بالتاء ورفع الكاف. وقرأ الباقون بالياء.
__________
(1) في (ط): وشدده غيرهما.
(2) في (ط): فيشكروا ويتقبلوه.
(3) في (ط): النعمة.
(4) في (ط): وسط، وفي النوادر: ما أصبت وسط.
(5) من رجز ذكر أبو زيد في نوادره ص 407 (ط الفاتح) سبب وروده ولم ينسبه.
والغيثرة: الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغوغاء (اللسان غثر عن أبي زيد) ووضع في تجارته: غبن وخسر فيها (اللسان وضع وأورد الرجز).
(6) سقطت من (ط).
الصفحة 433
444