كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 3)

ونحو قولهم: جياد في جمع جواد، وكان القياس الواو، كما قالوا: طويل وطوال، قال الأعشى:
جيادك في الصّيف في نعمة ... تصان الجلال وتنطى الشعيرا
«1» فأما انتصاب دينا، فيحتمل نصبه ثلاثة أضرب:
أحدها: أنه لما قال: قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم [الأنعام/ 161]، استغني بجري ذكر الفعل عن ذكره فقال: دينا قيما، أي: هداني دينا قيما، كما قال: اهدنا الصراط المستقيم. وإن شئت نصبته على: اعرفوا، لأن هدايتهم إليه تعريف، فحمله على: اعرفوا دينا قيما. وإن شئت حملته على الاتّباع كأنه قال: اتّبعوا دينا قيما، والزموه، كما قال: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم [الزمر/ 55].

[الانعام: 162]
قال: كلّهم «2» قرأ: محياي [الأنعام/ 162]، محرّكة الياء ومماتي ساكنة الياء غير نافع، فإنه أسكن الياء في محياي ونصبها في مماتي «3».
إسكان الياء في محياي شاذّ عن القياس والاستعمال، فشذوذه عن القياس أن فيه التقاء ساكنين، لا يلتقيان على هذا الحد في محياي، وأما شذوذه عن الاستعمال، فإنك لا تكاد
__________
(1) البيت في ديوان الأعشى 99 من قصيدة يمدح فيها هوذة الحنفي. وفيه:
وتعطى بدل وتنطى، والجلال: ج جل وهو ما تلبسه الدابة لتصان به.
(2) في (ط): وكلهم.
(3) السبعة: 274.

الصفحة 440