كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 4)

قال: والخفية: الإخفاء، والخيفة «1»: الخوف والرهبة.
قال أبو علي: فالهمزة في الإخفاء منقلبة عن الياء، بدلالة الخفية، كما أنّ الألف في الغنى منقلبة عن الياء بدلالة ما حكاه أبو زيد من قولهم: أدام الله لك الغنية «2» وفي التنزيل ما نخفي وما نعلن [إبراهيم/ 38] فمقابلة الإخفاء له فيها «3» بالإعلان، [ويدلك أنّ الإخفاء والإعلان] «4» كالإسرار والإجهار. قال: وأسروا قولكم أو اجهروا به [الملك/ 13] قالوا «5»: خفيت الشيء إذا أظهرته، قال «6»:
يخفي التراب بأظلاف ثمانية ... في أربع مسّهنّ الأرض تحليل
فيمكن أن يكون: أخفيت الشيء: أزلت إظهاره، وإذا
__________
كرضيت، خفية بالضم والكسر: اختفيت. وقال في مادة «خاف»: يخاف خوفا وخيفا ومخافة، وخيفة بالكسر وأصلها خوفة وجمعها خيف: فزع.
(1) في (ط) الخفية، وصوابه ما أثبتناه.
(2) في (م): الغيّة.
(3) سقطت من (م).
(4) عبارة ما بين معقوفين في (ط): يدلك على الإخفاء والإعلان سواء.
(5) في (ط): وقالوا.
(6) البيت من مفضلية طويلة برقم 26 ص 140 وبشرح ابن الأنباري ص 282 لعبدة بن الطبيب، واسمه يزيد بن عمرو، قالها بعد القادسية، يصف فيه ثورا وحشيا، قال ابن الأنباري في شرحه: يخفي التراب: يستخرجه لشدة عدوه.
ويقال: خفيت الشيء إذا استخرجته، قال أبو زيد يقول: إذا عدا فلا تمسّ قوائمه الأرض إلّا بقدر تحلّة اليمين.
وانظر الخصائص 3/ 81 ونوادر أبي زيد ص 154.

الصفحة 30