كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 4)

وقول ابن عامر: نشرا يحتمل الوجهين: أن يكون جمع فعول وفاعل، فخفّف العين، كما يقال: كتب ورسل، ويكون جمع فاعل كبازل وبزل وعائط وعيط.
وأمّا قراءة حمزة والكسائيّ نشرا فإنه «1» يحتمل ضربين:
يجوز أن يكون المصدر حالا من الريح فإذا جعلته حالا منها احتمل أمرين: أحدهما أن يكون النّشر الذي هو خلاف الطيّ، كأنّها كانت «2» بانقطاعها كالمطويّة، ويجوز على تأويل أبي عبيدة «3»، أن تكون متفرقة في وجوهها.
والآخر: أن يكون النشر، الذي هو الحياة في قوله «4»:
يا عجبا للميّت الناشر فإذا حملته على ذلك وهو الوجه، كان المصدر يراد به الفاعل كما تقول: أتانا ركضا، أي: راكضا، ويجوز أن يكون المصدر يراد به المفعول، كأنّه يرسل الرياح إنشارا، أي: محياة؛ فحذف الزوائد من المصدر كما قالوا: عمرك الله، وكما قال «5»:
فإن يهلك فذلك كان قدري أي: تقديري.
__________
(1) كذا في (ط) وسقطت من (م).
(2) كذا في (ط) وسقطت من (م).
(3) سبق قول أبي عبيدة قريبا.
(4) عجز بيت للأعشى وصدره:
حتى يقول الناس ممّا رأوا انظر ديوانه/ 141
(5) سبق في 2/ 129.

الصفحة 38