كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 5)

قال أبو الحسن: قرأ الأعمش: (لنثوينّهم من الجنّة غرفا) قال: ولا يعجبني، لأنك لا تقول: أثويته الدّار.
قال أبو علي: هذا الذي رآه أبو الحسن يدلّ على أن ثوى ليس بمتعدّ، وكذلك تفسير أبي عبيدة: أنّه النازل فيهم، ووجهه أنّه كان في الأصل: لنثوينّهم من الجنّة في غرف، كما تقول: لننزلنّهم من الجنّة في غرف، وحذف الجار كما حذف من قوله «1»:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ويقول ذلك أن الغرف وإن كانت أماكن مختصة، فقد أجريت المختصّة من هذه الظروف مجرى غير المختصّة نحو قوله «2»:
كما عسل الطريق الثعلب ونحو: ذهبت الشام، عند سيبويه، ويقوّي الوجه الأوّل، قوله سبحانه «3»: نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر/ 74].

[العنكبوت: 66]
اختلفوا في كسر اللام وإسكانها من قوله تعالى: وليتمتعوا [العنكبوت/ 66]، فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (ليتمتّعوا) بجزم
__________
(1) صدر بيت لعمرو بن معد يكرب وعجزه:
فقد تركتك ذا مال وذا نشب وهو الشاهد 523 من شرح أبيات المغني 5/ 299 وقد استوفي تخريجه هناك، والنشب: المال الثابت، وأراد به الإبل خاصة.
(2) عجز بيت لساعدة بن جؤية وصدره:
لدن بهزّ الكف يعسل متنه وفي رواية «لذّ» أي تلذ الكف بهزه- ويعسل: يضطرب- كما عسل الطريق. أي: في الطريق. وقد استوفي تخريجه في شرح أبيات المغني انظر 1/ 9 إلى 12.
(3) سقطت من ط.

الصفحة 440