كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 5)

يجعل (خلقه) بدلا من كلّ، فيصير التقدير: الذي أحسن خلق كلّ شيء.
ومن قال: (كلّ شيء خلقه) كان خلقه «1» وصفّا للنكرة المتقدمة، وموضع الجملة يحتمل وجهين: إن جعلت الجملة صفة لكلّ شيء كانت في موضع نصب، وإن جعلتها وصفا «2» لشيء كانت في موضع جرّ، ومثل وصف النكرة بالجملة هنا قوله: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) [الأنعام/ 92] فقوله: (أنزلناه) وصف لكتاب وموضع الجملة رفع، والدليل على ذلك رفع (مبارك) بعده فيعلم بارتفاع المفرد أن الجملة قبله في موضع رفع.
قال: قرأ ابن عامر (إذا ضللنا في الأرض) مكسورة الهمزة (أإنا) بهمزتين والاستفهام، وقد بيّن [قبل هذا] «3».

[السجدة: 10]
قال أبو علي: موضع «4» إذا نصب بما دلّ عليه قوله: (إنا لفي خلق جديد) [السجدة/ 10] وكأنّ «5» هذا الكلام يدلّ على: تعاد والتقدير: تعاد إذا ضللنا في الأرض، وقد تقدّم ذكر ذلك.
أبو عبيدة: ضللنا في الأرض: همدنا في الأرض «6»، وقال غيره: صرنا ترابا، فلم يتبين شيء من خلقنا.
__________
(1) خلقه: فعل ماض على هذه القراءة، وموضع الجملة هنا صفة لشيء فهي في محل جر، أو صفة لكل فهي في موضع نصب.
(2) في ط: صفة.
(3) في ط: هذا قبل. والمثبت موافق للسبعة أيضا. وانظر ما سبق 4/ 43، 45 وص 399 من هذا الجزء.
(4) كذا في ط وسقطت من م.
(5) في ط: وذاك أن.
(6) في مجاز القرآن 2/ 131: مجازه: همدنا فلم يوجد لنا لحم ولا عظم.

الصفحة 462