كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 5)

[الاحزاب: 31]
اختلفوا في قوله تعالى: ومن يقنت ... وتعمل صالحا نؤتها أجرها [الأحزاب/ 31].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر (يقنت) بالياء، وتعمل بالتاء، نؤتها بالنون. وقرأ حمزة والكسائي كل ذلك بالياء، ولم يختلف الناس في: يقنت أنه بالياء وكذلك من يأت بالياء «1».
[قال أبو علي] «2»: أمّا من قرأ: (يقنت) بالياء، فلأنّ الفعل مسند إلى ضمير (من) ولم يبيّن فاعل الفعل بعد، فلمّا ذكر ما دلّ على «3» أنّ الفعل لمؤنث حمل على المعنى فأنّث، وذلك كقوله: من آمن بالله [المائدة/ 69] ثمّ قال: فلا خوف عليهم [المائدة/ 69]، وقال: ومنهم من يستمع إليك [الأنعام/ 25]، وفي أخرى:
يستمعون إليك [يونس/ 42]، وأمّا من قرأ كلّ ذلك بالياء، فإنّه حمل على اللفظ دون المعنى، واللّفظ (من) وهو مذكر، وممّا يقوّي قول من حمل على المعنى فأنّث، اتفاق حمزة والكسائي معهم في قولهم: (نؤتها) فحملا على المعنى، فكذلك قوله: (وتعمل) كان ينبغي على هذا القياس أن يحملا على المعنى، وإنّما لم يختلف الناس في (يقنت) و (يأت)، لأنّه إنّما جرى ذكر (من)، ولم يجر ذكر ما يدلّ على التأنيث فيحمل الكلام على المعنى.

[الاحزاب: 33]
اختلفوا في فتح القاف وكسرها من قوله سبحانه «4»: وقرن في
__________
(1) السبعة ص 521.
(2) سقطت من ط.
(3) كذا في ط وسقطت من م.
(4) سقطت من ط.

الصفحة 474