كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 5)

ووجه قراءة عاصم: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [النساء/ 163]. وأوحينا إلى أم موسى [يونس/ 87].

[النحل: 62]
قال: قرأ نافع وحده: (وأنهم مفرطون) [62] بكسر الراء خفيفة من أفرطت.
وقرأ الباقون: مفرطون بفتح الراء، من أفرطوا فهم مفرطون «1».
أبو عبيدة: مفرطون: معجلون، قال: وقالوا: متروكون منسيّون «2»، وقال أبو زيد: فرط الرجل أصحابه، يفرطهم أحسن الفراطة، وهو رجل فارط. قال: والفارط: الذي يتقدم الواردة، فيصلح الدّلاء والأرسان، وقوله: مفرطون، يمكن أن يكون من هذا كأنه فرط هو، وأفرطه القوم، فكذلك:
(مفرطون)، كأنهم أعجلوا إلى النار فهم فيها فرط للذي يدخلون بعدهم، ومن هذا قولهم في الدعاء للطفل، ومن جرى مجراه:
«اجعله لنا فرطا»
«3» ومنه ما
في الحديث من قوله: «أنا فرطكم على الحوض»
«4».
__________
(1) السبعة 373.
(2) انظر مجاز القرآن 1/ 361.
(3) رواه البخاري في الجنائز رقم 1335.
(4) رواه البخاري في الرقاق باب في الحوض رقم 6575، 6576، 7049. ومسلم في الطهارة رقم (249) وابن ماجة في الفتن رقم 3944 وأحمد 1/ 257 و 2/ 408 و 3/ 18.

الصفحة 73