كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 6)

قول الشاعر «1».
قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي عليّ ذنبا كلّه لم أصنع فرووه بالرفع لتقدّمه على الفعل، وإن لم يكن شيء يمنع من تسلّط الفعل عليه، فكذلك قوله: وكل وعد الله الحسنى يكون على إرادة الهاء وحذفها، كما تحذف في الصّلات والصّفات، فالصّلات نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41] والصفات: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا [البقرة/ 48] أي: لا تجزيه، ومثل ذلك قول جرير «2»:
وما شيء حميت بمستباح أي: حميته.

[الحديد: 11]
قرأ ابن كثير وابن عامر: فيضعفه [الحديد/ 11] مشدّدة بغير ألف. ابن كثير يضمّ الفاء وابن عامر يفتح الفاء.
قال: وعاصم يقرأ: فيضاعفه بألف وفتح الفاء. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: فيضاعفه* بالألف وضمّ الفاء.
قال أبو علي: يضاعفه، ويضعفه بمعنى، فأما الرفع في:
__________
(1) البيت لأبي النجم، وهو من شواهد سيبويه 1/ 44 - 69 - 73، وشرح أبيات المغني 4/ 240، والخزانة 1/ 173 - 445، والخصائص 1/ 292 و 3/ 61. وأم الخيار: زوجة أبي النجم.
(2) صدر البيت:
أبحت حمى تهامة بعد نجد وقد سبق ذكره في 2/ 44.

الصفحة 267