كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 6)

التخفيف يصلح للقليل والكثير، والتثقيل يختصّ بالكثرة، وحجّة التخفيف: ليا بألسنتهم [النساء/ 46]، واللي: مصدر لوى، مثل: طوى طيّا، فالتخفيف أشبه بقوله: ليا والتثقيل، لأن الفعل للجماعة، فهو كقوله: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50] وقد جاء:
تلوية الخاتن زبّ المعذر «1» أنشده أبو زيد.

[المنافقون: 10]
قال: قرأ أبو عمرو وحده: وأكون [المنافقين/ 10] بواو.
وقرأ الباقون: وأكن بغير واو «2».
من قال: فأصدق وأكن عطف على موضع قوله: فأصدق، لأن فأصدق في موضع فعل مجزوم، ألا ترى أنك إذا قلت: أخّرني أصدّق، كان جزما بأنه جواب الجزاء، وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط، والتقدير: أخّرني، فإن تؤخرني أصدّق، فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم، بأنه جزاء الشرط، حمل قوله: وأكن عليه، ومثل ذلك قراءة من قرأ: من يضلل الله فلا هادي له، ويذرهم [الأعراف/ 186]، لما كان لا هادي في موضع فعل مجزوم حمل يذرهم عليه، ومثل ذلك قول الشاعر «3»:
فأبلوني بليّتكم لعلّي أصالحكم وأستدرج نويّا حمل: وأستدرج على موضع الفاء المحذوفة، وما بعدها من
__________
(1) هذا من الرجز، ذكره اللسان/ عذر/ وفيه: «المعذور» بدل «المعذر».
(2) السبعة 637.
(3) وهو أبو دواد سبق في 2/ 401 و 4/ 110.

الصفحة 293