كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 6)

من مني تمنى بالتاء، وقال: من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46] «1».
من قال: من مني تمنى حمله على النطفة: ألم يك نطفة تمنى من منيّ، ومن قال: يمنى حمله على المنيّ كأنه: من منيّ يمنى، أي: يقدّر خلق الإنسان وغيره منها. قال «2»:
منت لك أن تلقى ابن هند منية وفارس ميّاس إذا ما تلبّبا وقال أخر «3»:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنا إلى جدث يوزى له بالأهاضب أي: ساقه القدر، وزعموا أنه لم يختلف في قوله: وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى [النجم/ 46] وفي هذا دلالة على أن قوله: ألم يك نطفة من مني تمنى [القيامة/ 37] أي تمنى النطفة، فيجب إلحاق علامة التأنيث والفعل لوضوح ذلك بالآية الأخرى التي في سورة النجم.
__________
(1) السبعة 662.
(2) نسبه الفارسي في إيضاح الشعر ص 553 إلى ابن أحمر، وهو في شعره ص 40 وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 228 وروايته فيهما:
فوارس سلّى يوم سلّى وهاجر وانظر التاج (ميس). فارس مياس: هو شقيق بن حرّي من باهلة، ومياس: فرسه. وتلبب الفارس: لبس السلاح وتشمر للقتال.
(3) وهو صخر الغي، والبيت من قصيدة له ويقال إنها لأخيه يرثي بها أخاه صخرا. انظر شرح أشعار الهذليين 1/ 245. واللسان (منا) (وزي). والمنا: القدر، ويوزى:
يشرّف له وينصب.

الصفحة 347