كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 6)

[النباء: 23]
قال: قرأ حمزة وحده: لبثين [النبأ/ 23] بغير ألف.
الباقون: لابثين بألف.
مجيء المصدر على اللبث، يدلّ على أنه من باب: شرب يشرب شربا، ولقم يلقم، وليس من باب: فرق يفرق، ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين، فلما أسكن وجب أن يكون اسم الفاعل فاعل، كشارب ولاقم، كما كان اللّبث كاللّقم، ويقوّي: لابثين أنهم يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، ويكون: لابثين مثل: لا قمين وشاربين. ومن قال: لبثين جعل اسم الفاعل فعلا، وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل.

[النباء: 35]
قال: قرأ الكسائي وحده: لغوا ولا كذابا [النبأ/ 35] خفيف.
الباقون: كذابا بالتشديد «1».
الكذّاب: مصدر كذّب، كما أن الكلّام مصدر كلّم، وكذا القياس فيما زاد على الثلاثة، أي: يأتي بلفظ الفعل ويزيد في آخره الألف، كقولك: أكرمته إكراما.
فأما التكذيب: فزعم سيبويه أن التاء عوض من التضعيف، والياء التي قبل الآخر كالألف فأما الكذاب فمصدر كذب، قال الأعشى «2»:
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه
__________
(1) السبعة 669.
(2) سبق انظر 1/ 329، 4/ 442

الصفحة 369