كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 6)

أي: حسّنته، والتعدّي، قد يدلّ على ذلك، ومثل هذا قولهم:
استقرّ في مكانه بمعنى: قرّ، وليس المعنى على أنه استدعى القرار، وعلا قرنه واستعلاه، يعني علاه، وعلى هذا قوله: سبحانه وتعالى عما يقولون «1» [الإسراء/ 43]، أي: علا عنه، فأما القول في يحضون وتحضون فقد تمّ القول فيه في الفصل الذي يلي هذا قبل.

[الفجر: 26، 25]
وقرأ الكسائي: لا يعذب [الفجر/ 25] ولا يوثق [الفجر/ 26] بفتح الذال والثاء. المفضل عن عاصم مثله.
وقرأ الباقون: لا يعذب ولا يوثق بكسر الذال والثاء «2».
وجه قول الكسائي: لا يعذب عذابه أحد أن المعنى: لا يعذّب أحد تعذيبه، فوضع العذاب موضع التعذيب كما وضع العطاء موضع الإعطاء في قوله «3»:
وبعد عطائك المائة الرتاعا فالمصدر الذي هو عذاب مضاف إلى المفعول به، مثل: من دعاء الخير [فصّلت/ 49]، والمفعول به الإنسان المتقدّم ذكره في قوله: يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [الفجر/ 23] والوثاق أيضا في موضع الإيثاق، مثل العذاب في موضع التعذيب، قال «4»:
أتيت بعبد اللَّه في القدّ موثقا فألّا سعيدا ذا الخيانة والغدر
__________
(1) في الأصل: عمّا يقول الظالمون.
(2) السبعة 685.
(3) للقطامي وقد سبق في 1/ 182 و 2/ 33، 130، و 351.
(4) البيت غير منسوب وقد ذكره ابن الشجري في أماليه 1/ 353 برواية (فهلا) وهو من شواهد العيني 4/ 475.

الصفحة 411