كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 1)

فارضة؛ لأنها فرضت سنّها؛ أي: قطعتها وبلغت آخرها. قال خفّاف بن ندبة:
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا ... تساق إليه ما تقوم على رجل
ولم تعطه بكرا فيرضى سمينه ... فكيف تجازى بالمودّة والفضل
وفي «المختار» فرضت البقرة طعنت في السن، ومنه قوله تعالى: {لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ} وبابه جلس وظرف. اه. فالمصدر فراضة وفروضا، كما في «القاموس» {وَلا بِكْرٌ} والبكر: الصغيرة التي لم تلد من الصغر. وقال ابن قتيبة التي ولدت ولدا واحدا، والبكر من النساء التي لم يمسّها الرجل. وقال ابن قتيبة أيضا: هي التي تحمل، والبكر من الأولاد الأول، ومن الحاجات الأولى. قال الراجز:
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد ... أصبحت منّي كذراع من عضد
والبكر بفتح الباء الفتى من الإبل، والأنثى بكرة، وأصله: من التقدم في الزمان، ومنه البكرة والباكورة {عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ} والعوان: النصف وهي التي ولدت بطنا أبو بطنين. وقيل: التي ولدت مرة. وفي «المصباح» العوان النصف في السن من النساء والبهائم، والجمع عون بضم العين وسكون الواو، والأصل: عون بضم الواو، لكن سكّن تخفيفا. اه. و {بَيْنَ} ظرف مكان متوسط متصرف. تقول: هو بعيد بين المنكبين، ونقيّ بين الحاجبين. قال تعالى: {هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} ودخولها إذا كانت ظرفا بين ما تمكن البينة فيه، والمال بين زيد وبين عمرو مسموع من كلامهم، وينتقل من المكانية إلى الزمانية إذا لحقتها ما، أو الألف فيزول عنها الاختصاص بالأسماء، فيليها إذ ذاك الجملة الإسمية والفعلية، وربما أضيفت بينا إلى المصدر. ولبين في كتب الكوفيين باب معقود كبير. ذكره في «البحر».
{ما لَوْنُها} واللون: عرض مشاهد يتعاقب على بعض الجواهر، كما مر. وجمعه على القياس ألوان، واللون أيضا النوع، ومنه ألوان الطعام؛ أي: أنواعه. وقالوا: فلان متلوّن إذا كان لا يثبت على خلق واحد وحال واحد، ومنه قولهم: يتلون تلون الحرباء، وذلك أن الحرباء لصفاء جسمها أيّ لون قابلته ظهر عليها، فتنقلب من لون إلى لون {صَفْراءُ} والصّفرة: لون بين البياض والسواد وقياس الفعل من هذا المصدر صفر فهو أصفر وهي صفراء، كقولهم: شهب فهو أشهب

الصفحة 507