كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 1)

وهي شهباء، والهمزة في صفراء مبدلة من ألف، وذلك أن أصلها: صفرى كسكرى، فزيدت ألف قبل الألف الأخيرة؛ للمد كألف كتاب وغلام، فأبدلت الألف الثانية همزة. قال ابن مالك في الكافية:
من حرف لين آخر بعد ألف ... مزيد ابدل همزة وذا ألف
وهذا أشمل من قوله في الألفية: فأبدل الهمزة من واو ويا؛ لأنه لم يذكر الألف في ألفيته. وذكره في الكافية، حيث ذكر حروف اللين {فاقِعٌ لَوْنُها}؛ أي: شديد الصفرة. والفقوع بضم الفاء: نصوع الصفرة وخلوصها، فالفاقع شديد الصفرة وقد فقع لونه من بابي خضع ودخل. اه. «مختار» والفقوع أشدّ ما يكون من الصفرة وأبلغه يقال: أصفر فاقع ووارس، وأسود حالك وحايك، وأبيض نقق ولمق، وأحمر قاني وزنجيّ، وأخضر ناضر ومدهامّ، وأزرق خطباني وأرمك ردانيّ {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} أصله: تسرر بوزن تفعل، نقلت حركة الراء الأولى إلى السين، فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. والسرور: لذة في القلب عند حصول نفع، أو توقعه، أو رؤية أمر معجب رائق، ومنه السرير الذي يجلس عليه إذا كان لأولي النعمة، وسرير الميت شبيها له به في الصورة وتفاؤلا بذلك. وقال قوم: السرور، والفرح، والحبور، والجذل نظائر، ونقيض السرور الغمّ {إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} شاء أصله: شيء بوزن فعل بكسر العين، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا {لَمُهْتَدُونَ} أصله: مهتديون جمع مهتد اسم فاعل من اهتدى، استثقلت الضمة على الياء فحذفت وسكنت الياء؛ فحذفت لالتقاء الساكنين، وضمّت الدال؛ لمناسبة الواو، أو كما يقول بعضهم: نقلت حركة الياء إلى الدال والمؤدّى واحد {لا ذَلُولٌ} الذلول: الريض الذي زالت صعوبته. يقال: دابة ذلول بيّنة الذل بكسر الذال، ورجل ذليل بين الذلّ بضم الذال، والفعل ذلّ يذل والذّلّ بالكسر ضد الصعوبة، وبالضم ضدّ العزّ، والمراد به هنا الأول {تُثِيرُ الْأَرْضَ} الإثارة: الاستخراج والقلقلة من مكان إلى مكان قال النابغة:
يثرن الحصى حتّى يباشرن تربه ... إذا الشّمس مجّت ريقها بالكلاكل
وأصل تثير: تثور بوزن تفعل واويّ العين، نقلت حركة الواو إلى الثاء،

الصفحة 508