كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 2)

النصب حال من ضمير المفعول في {أَتُحَاجُّونَنَا} أو من واو الفاعل، وفي "الجلالين": والجمل الثلاث؛ يعني قوله: {رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} {وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}، والثالثة: {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} أحوالٌ من الواو في {أَتُحَاجُّونَنَا} والعامل فيها: {أَتُحَاجُّونَنَا}.
{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى}.
{أَمْ} عاطفة متصلة معادلة لهمزة {أتحاجون} {تَقُولُونَ} بالتاء فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة {تحاجون}، وإن شئت قلت: {أَمْ} منقطعة بمعنى بل الإضرابية، وهمزة الإنكار {يقولون} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. وقال أبو البقاء: قرئ {أَمْ تَقُولُونَ} بالياء ردًّا على قوله: {فسيكفكهم} وبالتاء ردًّا على قوله: {أَتُحَاجُّونَنَا}؛ انتهى. {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} ناصب واسمه {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ} معطوفاتٌ على إبراهيم {كَانُوا} فعل ماض ناقص واسمه {هُودًا} خبره {أَوْ نَصَارَى} معطوف على {هُودًا}، وجملة كان في محل الرفع خبر {إِنَّ}، وجملة {إِنَّ} في محل النصب مقول {تَقُولُونَ}.
{قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
{قُلْ} فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والجملة مستأنفة {أَأَنْتُمْ} الهمزة للاستفهام الإنكاري {أنتم} مبتدأ {أَعْلَمُ} خبره، والجملة في محل النصب مقول {قُلْ} {أَمِ} عاطفة متّصلة {اللَّهُ} معطوف على {أنتم}، ولكنه فصل بين المتعاطفين بالمسؤول عنه {وَمَنْ} الواو استئنافية {من} اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ {أَظْلَمُ} خبره، والجملة مستأنفة؛ مسوقة للتعريض بكتمانهم شهادة الله، وهذا دَيْدَنُ اليهود دائمًا {مِمَّن} جار ومجرور متعلق بأظلم {كَتَمَ} فعل ماض وفاعل مستتر يعود على {مَنْ} {شَهَادَةً} مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب {عِنْدَهُ} ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف صفة لشهادة {وَمَا} الواو استئنافية، أو عاطفة {ما} حجازية

الصفحة 339