كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَالْأَسْبَاطِ} جمع سبط بكسر السين وسكون الباء، وهو في الأصل: ولد البنت مقابل الحفيد الذي هو ولد الابن، وهو مشتق من السبط، أي: الشجرة. وفي "الفتوحات": وهذا كله بالنظر إلى أصل اللغة في إطلاق السبط على ولد الولد مطلقًا، وإلّا فالعرف خصَّص السبط بولد البنت، والحفيد بولد الابن. اهـ. {فقد اهتدوا} أصله: اهتديوا بوزن افتعلوا، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فالتقى ساكنان الألف وواو الجماعة، فحذفت الألف، وبقيت الفتحة دالَّةً عليها.
{فإن تولّوا} أصله: تَوَلَّيُوا أيضًا، فُعِل به ما فعل بـ {اهْتَدَوْا} المذكور قبله، فوزن اهتدوا افتعوا، ووزن تَوَلَّوا تفعَّوا {فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} الشقاق: المخالفة والعداوة، وأصله: من الشقِّ وهو الجانب؛ لأنّ كل واحد من المتشاققين يكون في شقٍّ غير شق صاحبه؛ أي: في ناحيةٍ منه، وهو مصدر شاقَّ شقاقًا من باب فاعَلَ، وفيما ذكر إشارة إلى بيان المراد بالشقاق هنا؛ لأنَّ له في اللغة ثلاث معان:
أحدها: الخلاف، ومنه: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}.
والثاني: العداوة، ومنه قوله: {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي}.
والثالث: الضلال، مثل: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} {صِبْغَةَ اللَّهِ} والصبغ بالكسر: ما يلوَّن به الثياب، وبالفتح: المصدر، والصبغة: الحالة التي تبنى لبيان النوع، كصبغت صِبغةَ الأمير نظير جِلسةَ الإقعاء، والصَبغة بالفتح: المرَّة من الصبغ، كصبغت صبغةً. وفي "المصباح": صبغت الثوب صبغًا من بابي نفع وقتل، وفي لغة من باب ضرب. انتهى. والصبغة، كالجلسة من جلس، وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ، والعرب تسمِّي ديانة الشخص لشيء، واتصافه به صبغةً، قال بعض ملوكهم:
وكُلُّ أُناسٍ لهم صبغةٌ ... وصِبغة همدان خير الصِّبَغْ
صبغنا على ذاك أبناءَنا ... فأَكْرِم بصبغتنا في الصِّبَغْ
{أَتُحَاجُّونَنَا} أصله: أتحاججوننا، فأدغمت الجيم الأولى في الثانية،

الصفحة 341