كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 3)

القصة أيضًا. {لَكَبِيرَةً}: (اللام): فارقة بين (إن) المخففة والنافية، {كبيرة} خبر كان، والجملة مستأنفة. {إِلَّا} أداة استثناء مفرغ. {عَلَى الَّذِينَ}: جار ومجرور متعلق بكبيرة. فإن (¬1) قلت: لم يتقدم هنا نفي ولا شبهه، وشرط الاستثناء المفرغ تقدم شيء من ذلك .. قلت: إن الكلام وإن كان موجبًا لفظًا، فإنه في معنى النفي؛ إذ المعنى إنها لا تخفُّ ولا تسهل إلا على الذين {هَدَى اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف؛ تقديره: هداهم الله.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
{وَمَا}: {الواو} استئنافية. {ما} نافية. {كَانَ اللَّهُ} فعل ناقص واسمه. {لِيُضِيعَ}: (اللام): حرف جر وجحود. (يضيع): فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد لام الجحود، وفاعله ضمير يعود على الله. {إِيمَانَكُمْ}: مفعول به، ومضاف إليه. والجملة الفعلية صلة (أن) المضمرة، (أن) مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بلام الجحود، ولام الجحود متعلقة بمحذوف خبر كان؛ تقديره: وما كان الله مريدًا لإضاعة إيمانكم، وجملة {كَانَ}: مستأنفة. وهذا الإعراب على مذهب البصريين ويدل لمذهبهم التصريح بالخبر المحذوف في قوله:
سَمَوْتَ وَلَمْ تَكُنْ أَهْلًا لِتَسْمُوْ
وأما على مذهب الكوفيين: فاللام وما بعدها في محل الخبر، ولا يقدِّرون شيئًا، وإنّ (اللام) للتأكيد. وقد أشبعتُ الكلام على لام الجحود بإعرابها على كلا المذهبين في كتابي "الخريدة البهية في إعراب أمثلة الأجرومية" فراجعه إن شئت.
{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
{إِنَّ}: حرف نصب. {اللَّهَ} اسمها. {بِالنَّاسِ}: جار ومجرور تنازع فيه ما بعده. {لَرَءُوفٌ} (اللام): لام الابتداء. {رءوف}: خبر أول لـ {إنَّ}.
¬__________
(¬1) جمل.

الصفحة 19