كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا}.
{قَالَ}: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على {بَنِي}، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا، {هَلْ} حرف استفهام {عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ} إلى آخره مقول محكي، وإن شئت قلت: {عَسَيْتُمْ} {عسى}: من أفعال المقاربة ترفع الاسم وتنصب الخبر، والتاء ضمير المخاطبين في محل الرفع اسمها. {إن}: حرف شرط جازم. {كُتِبَ}: فعل ماض مغيَّر الصيغة في محل الجزم بـ {إن}. {عَلَيْكُمُ}: جار ومجرور متعلق به. {الْقِتَالُ}: نائب فاعل، وجواب {إِن} الشرطية محذوف تقديره: إن كتب عليكم القتال فلا تقاتلوا، وجملة {إِن} الشرطية مع جوابها جملة معترضة لا محل لها من الإعراب؛ لاعتراضها بين عسى وخبرها. {أَلَّا تُقَاتِلُوا}: {أن}: حرف نصب ومصدر {لا}: نافية {تُقَاتِلُوا} فعل وفاعل منصوب بـ {أن}، وجملة {أن} مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على كونه خبر {عسى}، ولكن لا بد من تقدير وتأويل؛ لأن المصدر معنى من المعاني، فلا يخبر به عن الجنة، والتقدير: هل عسيتم كون حالكم عدم المقاتلة، وجملة {عسى} من اسمها وخبرها في محل النصب مقول {قَالَ}.
{قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}.
{قَالُوا}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {وَمَا لَنَا} إلى قوله: {وَأَبْنَائِنَا} مقول محكي، وإن شئت قلت: {وَمَا لَنَا} الواو: رابطة (¬1) هذا الكلام بما قبله. {ما}: استفهامية في محل الرفع مبتدأ. {لَنَا}: جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة في محل النصب مقول {قَالُوا} {أَلَّا تُقَاتِلُوا}: {أن}: حرف نصب ومصدر. {لا}: نافية. {نُقَاتِلَ}: فعل مضارع منصوب بـ {أن}، وفاعله ضمير يعود إلى {الْمَلَإِ}. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {نُقَاتِلْ}، والجملة الفعلية صلة {إن} المصدرية، {إن} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف تقديره: وما لنا في عدم قتالنا، الجار والمجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر. {وَقَدْ أُخْرِجْنَا} الواو: حالية.
¬__________
(¬1) الجمل.

الصفحة 399