كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالُوا}: فعل وفاعل والجملة مستأنفة. {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ} إلى قوله: {قال} مقول محكي، وإن شئت قلت: {أَنَّى}: اسم استفهام بمعنى كيف في محل النصب حال من {الْمُلْكُ}، والعامل (¬1) فيه {يَكُونُ}، ولا يعمل فيه واحد من الظرفين؛ لأنه عامل معنوي، فلا يتقدم الحال عليه. {يَكُونُ}: مضارع ناقص، {لَهُ}: جار ومجرور خبر مقدم لـ {يكون}. {الْمُلْكُ}: اسمها مؤخر، وجملة {يَكُونُ} في محل النصب مقول {قَالُوا}، {عَلَيْنَا}: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (¬2) {الْمُلْكُ}، والعامل فيه {يَكُونُ} أو الخبر، ويجوز أن يكون الخبر {عَلَيْنَا} و {له} حال، ويجوز أن تكون تامة، فيكون {لَهُ} متعلقًا بـ {يكون} و {عَلَيْنَا} حال، والعامل فيه {يَكُونُ}؛ أي: كيف يقع أو يحدث له الملك علينا، وفي "السمين": {أَنَّى يَكُونُ} (¬3) إما تامة أو ناقصة، و {عَلَيْنَا} متعلق بـ {الْمُلْكُ}؛ لأن مادته تتعدى بعلى، تقول: ملك فلان على بني فلان أمرهم اهـ. {وَنَحْنُ}: الواو: حالية. {نحن}: مبتدأ. {أَحَقُّ}: خبر {بِالْمُلْكِ}: متعلق بـ {أحق} {مِنْهُ}: جار ومجرور متعلق بـ {أَحَقُّ} أيضًا، والجملة الإسمية في محل النصب حال من ضمير {عَلَيْنَا}. {وَلَمْ يُؤْتَ}: الواو: عاطفة. {لم}: حرف نفي وجزم {يُؤْتَ}: فعل مضارع مغيّر الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على {طَالُوتَ}. {سَعَةً}: مفعول ثان. {مِنَ الْمَالِ}: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لـ {سعة} تقديره: سعة كائنة من المال، والجملة من الفعل المغيّر ونائبه في محل النصب معطوف على جملة قوله: {وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ} على كونها حالًا من ضمير {عَلَيْنَا}.
{قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
{قَالَ} فعل ماض وفاعله ضمير يعود على نبيهم والجملة مستأنفة. {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: {إِنَّ} حرف نصب. {اللَّهَ} اسمها. {اصْطَفَاهُ}: فعل ومفعول به، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهَ}،
¬__________
(¬1) العكبري.
(¬2) العكبري.
(¬3) الجمل.

الصفحة 401