كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 3)

والجملة الإسمية في محل النصب حال من {التَّابُوتُ}، ولكنها حالة سببية تقديره: حال كون التابوت موصوفًا بكون السكينة فيه.
{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ}.
{وَبَقِيَّةٌ} الواو: عاطفة. {بقية}. معطوف على {سَكِينَةٌ}، {مما}: جار ومجرور صفة لـ {بقية}. {تَرَكَ آلُ مُوسَى}: فعل وفاعل ومضاف إليه. {وَآلُ هَارُونَ}: معطوف على {آلُ مُوسَى}، والجملة الفعلية صلة لـ {ما}، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: مما تركه آل موسى. {تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ}: فعل ومفعول وفاعل: والجملة في محل النصب حال من {التَّابُوتُ} تقديره: حالة كونه محمولًا للملائكة، أو الجملة مستأنفة.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
{إِنَّ}: حرف نصب. {فِي ذَلِكَ}: جار ومجرور خبر مقدم لـ {إنَّ}. {لَآيَةً} {اللام}: حرف ابتداء {آية}: اسم {إِنَّ} مؤخر. {لَكُمْ}: جار ومجرور صفة لـ {آية}، وجملة {إن} في محل النصب مقول قال {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}: {إن}: حرف شرط. {كُنْتُمْ}: فعل ناقص، واسمه في محل الجزم بـ {إن}، {مُؤْمِنِينَ}: خبر {كان}، وجواب {إِن} محذوف تقديره: إن كنتم مؤمنين؛ أي: مصدقين بأن الله جعل لكم طالوت ملكًا .. فالآية على ملكه حاصلة، وجملة {إن} في محل النصب بمقول قال.
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}.
{فَلَمَّا}: {الفاء}: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر تقديره: إذا عرفت ما قال لهم نبيهم، وما قالوا، وأردت بيان عاقبة أمرهم .. فأقول لك: {لما فصل}، {لما}: حرف شرط غير جازم، {فَصَلَ طَالُوتُ}: فعل وفاعل {بِالْجُنُودِ}: متعلق بـ {فصل}، أو حال من {طالُوتُ}، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب؛ لأنها فعل شرط لـ {لما}. {قَالَ}: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير

الصفحة 403