كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

تقديره؛ كَلَّمهُ الله، والجملةُ من المبتدأ والخبر مستأنفةٌ استئنافًا بيانيًّا، أو في محل الرفع خبر ثانٍ لتلك الرسل. {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ}: الواو عاطفة. {رفع}: فعلٌ ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على الله. {بَعْضَهُمْ}: مفعول به ومضاف إليه. {دَرَجَاتٍ}: منصوبٌ بنزع الخافض؛ تقديره: في درجات، وجملة {وَرَفَعَ} معطوفةٌ على جملة {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.
{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.
{وَآتَيْنَا}: {الواو}: عاطفةٌ. {آتينا}: فعل وفاعل، وهو بمعنى أعطينا. {عِيسَى}: مفعول أول {ابْنَ}: صفةٌ له، وهو مضاف. {مَرْيَمَ}: مضاف إليه مجرور بالفتحة؛ لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف: العلميةُ والتأنيث المعنوي. {الْبَيِّنَاتِ}: مفعول ثانٍ، والجملة معطوفة على جملة قوله: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} على كونها مستأنفةً. {وَأَيَّدْنَاهُ}: {الواو}: عاطفةٌ. {أيدناه}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على جملة {آتيناه}، {بِرُوحِ الْقُدُسِ}: جار ومجرور، ومضاف إليه متعلِّق بأيَّدْنا.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا}.
{وَلَوْ}: {الواو}: استئنافية. {لو}: حرف شرط غير جازم. {شَاءَ اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة فعل شرط لـ {لو} لا محل لها من الإعراب. {مَا اقْتَتَلَ}: ما: نافية. {اقْتَتَلَ الَّذِينَ}: فعل وفاعل، والجملة جواب {لو} لا محل لها من الإعراب، وجواب {لو} هنا منفيٌ بما، فالفصيح أنْ لا يدخل عليه اللام كما في الآية، ويجوز في القليل أنْ تدخل عليه اللام فيقول: لو قام زيدٌ لَمَا قامَ عَمْرٌو، وجملة {لو} مِنْ فعلِ شرطها وجوابها مستأنفةٌ. {مِنْ بَعْدِهِمْ}: جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلقٌ بمحذوف وجوبًا لوقوعه صلة الموصول. {مِنْ بَعْدِ}: جار ومجرور متعلق بـ {اقتَتَلَ}. {مَا}: مصدرية. {جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}: فعل ومفعول وفاعل، والجملة صلة لـ {مَا} المصدرية، و {مَا} مع صلتها في تأويل مصدرٍ مجرور بالإضافة تقديره: مِنْ بعدِ مجيء البينات إيَّاهم. {وَلَكِنِ

الصفحة 12