كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

النداء لا محل لها من الإعراب.
{وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}.
{وَلْيَكْتُبْ} الواو: عاطفة، اللام: لام أمر وجزم، مبني على السكون؛ لوقوعها بعد الواو. {يكتب}: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر {بَيْنَكُمْ}: ظرف ومضاف إليه متعلق بـ {يكتب}: {كَاتِبٌ}: فاعل، والجملة معطوفة على جملة {فَاكْتُبُوهُ} {بِالْعَدْلِ}: متعلق بقوله: {وَلْيَكْتُبْ}؛ أي: وليكتب كاتب بالعدل، وهذه الجملة مبيِّنة لكيفية الكتابة المأمور بها أولًا ومعينة لمن يتولَّاها إثر الأمر بها إجمالًا، وذكر البَيْن للإيذان بأن الكاتب ينبغي له أن يتوسط في المجلس بين المتداينين.
{وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ}.
{وَلَا} {الواو}: استئنافية، {لا}: ناهية جازمة. {يَأْبَ كَاتِبٌ}: فعل وفاعل مجزوم بـ {لا} الناهية، والجملة مستأنفة. {أَنْ يَكْتُبَ}: فعل وناصب، وفاعله ضمير يعود على {كَاتِبٌ}، والجملة في تأويل مصدر منصوب على المفعولية تقديره: ولا يأب كاتب كتابته. {كَمَا}: {الكاف} حرف جر وتعليل {ما} مصدرية. {عَلَّمَهُ اللَّهُ}: فعل ومفعول أول وفاعل، والمفعول محذوف تقديره: كتابة الوثائق، والجملة صلة {ما} المصدريةُ، {ما} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بكاف التعليل تقديره: لتعليم الله إياه كتابة الوثائق، الجار والمجرور متعلق بقوله: {وَلَا يَأْبَ}؛ أي: يحرم عليه الإباء والامتناع من الكتابة؛ لأجل تعليم الله تعالى إياه إياها، ويحتمل أن تكون {ما} موصولة، أو موصوفة، وجملة {عَلَّمَهُ اللَّهُ} صلة لـ {ما}، أو صفة لها، والضمير في {عَلَّمَهُ} عائد على {ما} والكاف صفة لمصدر محذوف تقديره: ولا يأب كاتب أن يكتب كتابًا مثل الكتاب الذي علَّمه الله في كتابة الوثائق.
{فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا}.
{فَلْيَكْتُبْ}: {الفاء} عاطفة، {اللام} لام أمر وجزم. {يكتب}:

الصفحة 132