كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

يشهدون، والجملة الإسمية في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة {إن} الشرطية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}: {مِمَّنْ}: جار ومجرور صفة لـ {رجل وامرأتين}، وهذا الشرط (¬1)، وإن كان مشترطًا في الرجُلين أيضًا بالأحاديث والآيات الأخَر كآية: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}، لكن اقتصر على التنصيص عليه في جانب الرجل والمرأتين؛ لقلة اتصاف النساء به غالبًا. وقيل: هو متعلق بـ {استشهدوا} المتعلق بالصورتين، {تَرْضَوْنَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره ممن ترضونه، {مِنَ الشُّهَدَاءِ}: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من العائد المحذوف في {تَرْضَوْنَ} تقديرهُ: ممن ترضونه حال كونه بعض الشهداء.
{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}.
{أَنْ}: حرف نصب ومصدر. {تَضِلَّ}: فعل مضارع منصوب بـ {أَن}. {إِحْدَاهُمَا}: فاعل ومضاف إليه، {فَتُذَكِّرَ}: الفاء عاطفة. {تذكر}: معطوف على {تَضِلَّ}. {إِحْدَاهُمَا}: فاعل ومضاف إليه. {الْأُخْرَى}: مفعول به، وجملة {تَضِلَّ} من الفعل والفاعل صلة {أَن} المصدرية، {أَن} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل المقدرة المتعلقة بمعلول محذوف تقديره: وإنما اشترط تعدد النساء؛ لأجل تذكير إحداهما الأخرى إذا ضلت ونسيت تلك الأخرى، والمعول عليه في التعليل: التذكير؛ لأنه المقصود من الجملة، ولكن لما كان الإضلال سببًا فيه .. قدم عليه؛ كقولهم: أعددتُ الخشبة أن يميل الجدار، فأدعمه بها. فالإدعام علة في إعداد الخشبة، والميل علة الإدعام.
{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}.
{وَلَا} {الواو}: استئنافية {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ}: فعل وفاعل وجازم، ومفعوله محذوف تقديره: إقامة الشهادة، والجملة مستأنفة {إِذَا}: ظرف مجرد
¬__________
(¬1) الجمل.

الصفحة 135