كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

متعلق بأنفقوا. {رَزَقْنَاكُمْ} فعل وفاعل ومفعول، والجملة صلة لـ {ما}، أو صفةٌ لها، والعائد أو الرابط محذوفٌ؛ تقديره: رزقناكموه. {مِنْ قَبْلِ} جار ومجرور متعلق أيضًا بأنفقوا، وجاز تعلُّق حرفين بلفظٍ واحدٍ بفعلٍ واحدٍ لاختلافهما معنىً؛ فإِنَّ الأُولى: للتبعيض، والثانية: لابتداء الغاية. {أَن} حرف نصب ومصدر. {يَأْتِيَ يَوْمٌ} فعل وفاعل، منصوب بأن، والجملة في تأويل مصدر مجرور بالإضافة؛ تقديره: مِنْ قبل إِتْيَانِ يومٍ. {لَا بَيْعٌ فِيهِ} {لا}: نافية تعمل عمل ليس. {بَيْعٌ}: اسمها. {فِيهِ}: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر {لا}؛ تقديره: لا بيع موجودًا فيه، وجملة {لا} من اسمها وخبرها في محل الرفع صفة ليوم تقديره: من قبل أن يأتي يوم موصوفٌ بعدم البيع فيه، وكذلك جملة قوله: ولا خلةٌ فيه، ولا شفاعةٌ فيه، في محل الرفع معطوفة على جملة قوله: {لَا بَيْعٌ فِيهِ} على كونها صفة ليوم تقديره: موصوف بعدم الخلة وبعدم الشفاعة فيه. {وَالْكَافِرُونَ}: مبتدأ. {هُمُ}: ضمير فَصْلٍ، {الظَّالِمُونَ} خبره والجملة مستأنفةٌ.
التصريف ومفردات اللغة
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا} التضعيف فيه للتعدية. {دَرَجَاتٍ}: جمع درجةٍ، وهي: المنزلة الرفيعة. {الْبَيِّنَاتِ}: جمع بَيِّنَة؛ وهي: المعجزة والحُجَّة. {وَأَيَّدْنَاهُ}: هو مِنَ التأييد بمعنى التَقْوِيَةُ، يُقال: أَيَّد الحقَّ - من باب فَعَّل المضعَّف - يؤيده تأييدًا إذا نَصَره وأظهره. {لَا بَيْعٌ فِيهِ} البيع معروف: وهو مقابلة مال بمال على وجه التمليك، والفعل منه: باع يبيع، وهو من الأجوف اليائي. ومَنْ قال: أَباعَ في معنى باع .. فقد أَخْطَأَ؛ لأنه لم يُسْمَع منهم.
{وَلَا خُلَّةٌ}: الخُلَّة: الصداقة والمودة، سُمِّيتْ بذلك لأنها تتخلل الأعضاء؛ أي: تدخل خِلالَها ومنه الخليل. قال الشاعر:
وَكَانَ لَهَا في سَالِفِ الدَّهْرِ خُلَّةٌ ... يُسَارِقُ بِالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا
{وَلَا شَفَاعَةٌ}: من الشَّفْع بمعنى: الضم؛ لانضمام الشافع إلى آخرَ ناصرًا

الصفحة 14