كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{الله}: مبتدأ، {بِمَا}: جار ومجرور متعلق بـ {عَلِيمٌ}، وجملة {تَعْمَلُونَ} صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: تعملونه {عَلِيمٌ}: خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
{إِذَا تَدَايَنْتُمْ}: يقال: تداين - من باب تفاعل - من الدَّين. يقال: داينت الرجل عاملته بدين معطيًا أو آخذًا؛ كما يقال: بايعته إذ بعته أو باعك. قال رؤبة:
دَايَنْتُ أَرْوَى وَالدُّيُوْن تُقْضَى ... فَمَطَلَتْ بَعْضًا وَأَدَّتْ بَعْضَا
{إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}: وألف {مُسَمًّى} منقلبة عن ياء؛ لأنه من التسمية، وكذا كل ألف وقعت رابعة فصاعدًا .. تكون منقلبة عن ياء ثم ينظر في أصل الياء، فالياء هنا منقلبة عن واو؛ لأنه من: سما يسمو.
{وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ}: هو من أبى يأبى؛ كسعى يسعى، إذا امتنع. {وَلْيُمْلِلِ}؛ أي: وليسمع {الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}: الكاتب الألفاظ التي يكتبها ويلقيها عليه، أملَّ وأملى لغتان فصيحتان معناهما واحد، الأولى: لأهل الحجاز وبني أسد، والثانية: لتميم، يقال: أمليت وأمللت على الرجل؛ أي: ألقيت عليه ما يكتبه، وأصل المادتين في اللغة: الإعادة مرة بعد أخرى، قال الشاعر:
أَلاَ يَا دِيَارَ الْحَيِّ بِالسَّبُعَانِ ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بِالْبِلَى الْمَلَوَانِ
وقيل: الأصل: أمللت، أبدل من اللام ياء؛ لأنها أخف، والإدغام في مثل ذلك جائز لا واجب، كما قال في "الخلاصة":
نَحْوِ حَلَلْتُ مَا حَلَلْتُهُ وَفي ... جَزمٍ وَشِبْهِ الْجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِيْ
فلذلك ترك الإدغام هنا، ويأتي الإدغام في {أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ}.
{وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ}: والبخس: النقص، يقال منه: بخس زيد عمرًا حقه يبخسه بخسًا إذا نقصه، وبابه: قطع، وأصله من: بخست عينه، فاستعير لبخس

الصفحة 140