كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

الحق، كما قالوا: عورت حقه استعارة عن عور العين، ويقال: بخصته بالصاد، ويقال للبيع إذا كان قصدًا لا بخس فيه ولا شطط.
{وَلَا تَسْأَمُوا}: السأم والسآمة: الملل من الشيء والضجر منه، يقال: سَئِم يسأم من باب: تعب مهموز، ويقال: سَئِمته أسأمه، وسئمت منه، وفي التنزيل: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} فهو يتعدى بنفسه، وبواسطة حرف الجر، ومنه قول الشاعر:
سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ... ثَمَانِيْنَ حَوْلًا لاَ أَبَا لَكَ يَسْأَمِ
{صَغِيرًا}: الصغير اسم فاعل من صغر يصغر، ومعناه: قلة الجرم، ويستعمل في المعاني أيضًا.
{ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}: من أقسط الرباعي على غير قياس، وكذلك قوله: {وَأَقْوَمُ}؛ إذ القياس أن يكون بناء أفعل التفضيل من المجرد لا من المزيد. وفي "المختار": القسوط: الجور والعدول عن الحق، وبابه: جلس، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. انتهى. والقِسط (¬1) بكسر القاف: العدل، يقال منه: أقسط الرجل إذا عدل، وبفتح القاف: الجور، ويقال منه: قسط الرجل إذا جار. والقسط بالكسر أيضًا النصيب.
{فَرِهَانٌ}: جمع رهن بمعنى مرهون من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، يقال: رهن يرهن رهنًا من باب فتح، والرهن: ما دفع إلى الدائن على استيثاق دينه.
البلاغة
وفي الآية من ضروب الفصاحة (¬2):
منها: التجنيس المغاير في قوله: {تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ}، وفي قوله: {وَلْيَكْتُبْ
¬__________
(¬1) البحر المحيط.
(¬2) البحر المحيط.

الصفحة 141