كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

والثالثة: تعظيم لشأنه تعالى.
وفي على في قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ} استعارة تبعية، حيث شبَّه تمكنهم من السفر بتمكن الراكب من مركوبه، وجمع بين الاسم الجليل والوصف الجميل في قوله: {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} مبالغة في التحذير.
وفي الآية أيضًا: الإيجاز بالحذف، وذلك كثيرٌ، ومن أمثلته قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} حذف متعلِّق الإيمان، وقوله: {مُسَمًّى}؛ أي: بينكم، وقوله: {كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ}، أي: الكتابة والخط، وقوله: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}؛ أي: ما عليه من الدين، وقوله: {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}؛ أي: في إملائه، إلى غير ذلك من الأمثلة المذكورة في الآية كما بيَّنها أبو حيان في "البحر".
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *

الصفحة 143