كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

أخرجه الترمذي، وقال: حديث غريب.
ولما مدح الله سبحانه وتعالى المتقين في أول السورة .. بيّن في آخر السورة أنهم أمة محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}؛ وهذا هو المراد بقوله تعالى هناك: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} ثم قال ها هنا؛ {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} وهو المراد بقوله تعالى هناك: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ثم قال ها هنا: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} وهو المراد بقوله هناك: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} ثم حكى الله تعالى عنهم ها هنا كيفية تضرعهم إلى ربهم في قولهم: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إلى آخر السورة، وهو المراد بقوله تعالى هناك: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)} فانظر كيف حصلت الموافقة بين أول السورة وآخرها.
الإعراب
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.
{لِلَّهِ}: جار ومجرور خبر مقدم. {مَا}: موصولة، أو موصوفة في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة {فِي السَّمَاوَاتِ}: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لـ {مَا} أو صفة لها، {وَمَا}: الواو عاطفة و {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل الرفع معطوفة على {مَا} الأولى: {فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور صلة لها، أو صفة لها.
{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}.
{وَإن} {الواو}: استئنافية. {إن}: حرف شرط جازم {تُبْدُوا}: فعل وفاعل مجزوم بـ {إن} على كونه فعل شرط لها {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول به {فِي أَنْفُسِكُمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف صلة لـ {مَا} أو صفة لها {أَوْ}: حرف عطف وتفصيل {تُخْفُوهُ}: فعل وفاعل ومفعول مجزوم بـ {إن} الشرطية؛ لأنه معطوف على فعل الشرط

الصفحة 153