كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{يُحَاسِبْكُمْ}: فعل ومفعول مجزوم بـ {إن} على كونه جواب الشرط {بِهِ}: جار ومجرور متعلق به، {اللَّهُ} فاعل، وجملة {إن} الشرطية من فعل شرطها وجوابها مستأنفة.
{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
{فَيَغْفِرُ} الفاء بمعنى الواو الاستئنافية {يغفر}: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فهو يغفر لمن يشاء، والجملة الإسمية مستأنفة. هذا على قراءة الرفع، وأما على قراءة الجزم فمعطوفٌ على يحاسبكم. وقرىء شذوذًا بالنصب كما مر على إضمار {أن}؛ فينسبك منها مع ما بعدها مصدرٌ مرفوع معطوف على مصدر متصيَّد من {يُحَاسِبْكُمْ} تقديره: وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يكن محاسبة فمغفرة وتعذيب، وهذه الأوجه الثلاثة قد جاءت في قول الشاعر:
فَإنْ يَهْلِكَ أَبُوْ قَابُوْسَ يَهْلِكْ ... رَبِيْعُ النَّاسِ وَالشَهْرُ الْحَرَامُ
وَنَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ ... أجَبِّ الظَّهْرِ لَيْسَ لَهُ سِنَامُ
يروى بجزم ونأخذ ورفعه ونصبه ما سبق. {لِمَن}: جار ومجرور متعلق بـ {يغفر}. {يَشَاءُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة صلة {من} الموصولة، والعائد محذوف تقديره: لمن يشاء مغفرته. {وَيُعَذِّبُ}: معطوف على {يغفر} بالأوجه الثلاثة السابقة {مَن}: اسم موصول مفعول {يعذب}، وجملة {يَشَاءُ} صلته، والعائد محذوف تقديره: يشاء تعذيبه. {وَاللَّهُ} الواو استئنافية {اللَّهُ}: مبتدأ {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {قَدِيرٌ}، وهو خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة.
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}.
{آمَنَ الرَّسُولُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة {بِمَا}: جار ومجرور متعلق بـ {آمَنَ}، {أُنْزِلَ}: فعل ماضٍ مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود

الصفحة 154