كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

تُؤَاخِذْنَا}، وكذا جملة قوله: {وَارْحَمْنَا} معطوفة عليها. {أَنْتَ مَوْلَانَا}: مبتدأ وخبر ومضاف إليه، والجملة في محل النصب مقول القول. {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: الفاء: عاطفة سببية {انصرنا}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله. {عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: جار ومجرور وصفة، متعلق بـ {انصرنا}، والجملة الفعلية في محل النصب معطوفة على جملة {أَنْتَ مَوْلَانَا}.
التصريف ومفردات اللغة
{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} من أبدى الرباعي، يقال: أبدى ما في ضميره إذا أظهره بفعله أو قوله. {أَوْ تُخْفُوهُ} من أخفى الرباعي، يقال: أخفى الشيء إذا أسره في نفسه، وقدِّم الإبداء هنا على الإخفاء؛ لأن الأصل في الأمور التي يحاسب عليها هو الأعمال البادية، وأما تقديم الإخفاء في قوله تعالى في آل عمران: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}؛ فلكون العلم يتعلق بالأعمال الخافية والبادية على السوية، وقدم المغفرة على التعذيب؛ لكون رحمته سبقت غضبه.
{وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} والمصير (¬1): مصدرٌ ميميٌّ من صار يصير صيرورة ومصيرًا، وهو مبني على مفعِل بكسر العين، وقد اختلف النحويون في بناء المفعل مما عينه ياء نحو: يبيت ويعيش، فذهب بعضهم إلى أنه كالصحيح نحو: يضرب يكون للمصدر بالفتح، وللمكان والزمان بالكسر نحو {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)}؛ أي: عيشًا. والمصير بمعنى الصيرورة على هذا شاذ، وذهب بعضهم إلى التخيير في المصدر بين أن تبنيه على مفعِل بكسر العين أو مفعَل بفتحها، وأما الزمان والمكان فبالكسر ذهب إلى ذلك الزجاج، ورده عليه أبو علي، وذهب بعضهم إلى الاقتصار على السماع، فحيث بنت العرب المصدر على مفعِل أو مفعل اتبعناه، وهذا المذهب أحوط.
{إِلَّا وُسْعَهَا} والوسع بتثليث الواو كما في "القاموس": دون المجهود في
¬__________
(¬1) أبو حيان.

الصفحة 158