كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

المشقة، وهو ما يتسع له قدرة الإنسان، يقال: وسعه الشيء بالكسر يسعه سعة بالفتح، والسعة بالفتح الجدة والطاقة.
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} يقرأ (¬1) بالهمزة وهو من الأخذ بالذنب، ويقرأ بالواو ويحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون من الأخذ أيضًا، وإنما أبدلت الهمزة واو لانفتاحها وانضمام ما قبلها، وهو تخفيف قياسي.
ويحتمل أن يكون من: وَاخَذَهُ بالواو. قاله: أبو البقاء. وجاء هنا بلفظ المفاعلة وهو فعل واحد وهو الله؛ لأن المسيء قد أمكن من نفسه وطرق السبيل إليها بفعله، فكأنه أعان من يعاقبه بذنبه، ويأخذ به على نفسه فحسنت المفاعلة، ويجوز أن يكون من باب سافرت وعاقبت وطارقت.
{إِصْرًا} الإصر: العناء الثقيل الذي يأصر صاحبه؛ أي: يحبسه مكانه والمراد به التكاليف الشاقة، ذكره أبو السعود. وفي "المختار": أصره يأصره - من باب ضرب - إصرارًا إذا حبسه، ويطلق على كل ما يثقل على النفس كشماتة الأعداء.
{مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}: والطاقة القدرة على الشيء، وهي في الأصل مصدر جاء على حذف الزوائد، وكان من حقها إطاقة؛ لأنها من أطاق، ويصح أن تكون اسم مصدر لأطاق الرباعي.
{مَوْلَانَا} المولى: مفعل من: ولى يلي، وهو هنا مصدر ميمي يراد به اسم الفاعل ويجوز أن يكون على حذف مضاف؛ أي: صاحب تولينا؛ أي: نصرتنا.
البلاغة
وقد تضمنت الآية من ضروب البلاغة أنواعًا:
¬__________
(¬1) الجمل.

الصفحة 159