كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

معلوم مما قبله تقديره: كيف يشاء تصويركم يصوركم، وجملة {كَيْفَ} مستأنفة، وإن كانت في المعنى متعلقة بما قبلها نظير قولهم: أنت ظالم إن فعلت، التقدير: أنت ظالم إن فعلت فأنت ظالم، وعند من يجيز تقديم الجزاء على الشرط الصريح يجعل: {يُصَوِّرُكُمْ} المتقدم هو الجزاء و {كَيْفَ}: منصوب على الحال بالفعل بعده، والمعنى: على أي حال شاء أن يصوركم صوركم، وقال بعضهم (¬1): {كَيْفَ يَشَاءُ} في موضع الحال معمول {يُصَوِّرُكُمْ}، ومعنى الحال؛ أي: يصوركم في الأرحام قادرًا على تصويركم مالكًا ذلك، وقيل التقدير: في هذه الحال يصوركم على مشيئته؛ أي: مريدًا، فيكون حالًا من ضمير اسم الله، ذكره أبو البقاء، وجوز أن يكون حالًا من المفعول؛ أي: من كاف المخاطبين؛ أي: يصوركم متقلبين على مشيئته، وقال الحوفي: يجوز أن تكون الجملة في موضع المصدر، المعنى: يصوركم في الأرحام تصوير المشيئة وكما يشاء.
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
{لَا}: نافية {إِلَهَ}: في محل النصب اسمها، وخبر {لَا}: محذوف جوازًا تقديره: موجود، وجملة {لَا} مستأنفة {إِلَّا} أداة استثناء مفرغ {هُوَ}: في محل الرفع بدل من الضمير المستتر في خبر {لَا} بدل الشيء من الشيء {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} خبران لمبتدأ محذوف، أو بدلان من {هُوَ}.
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.
{هُوَ}: مبتدأ {الَّذِي}: خبره، والجملة مستأنفة {أَنْزَلَ}: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على الموصول، والجملة صلة الموصول. {عَلَيْكَ}: متعلق بـ {أَنْزَلَ} {الْكِتَابَ}: مفعول به {مِنْهُ}: جار ومجرور خبر مقدم {آيَاتٌ}: مبتدأ مؤخر {مُحْكَمَاتٌ}: صفة لـ {آيَاتٌ}، والجملة الإسمية في محل النصب حال من {الْكِتَابَ} {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}: مبتدأ وخبر مضاف إليه، والجملة في محل الرفع صفة ثانية لـ {آيَاتٌ} وقال الشيخ السمين: وأخبر بلفظ المفرد - وهو {أم} - عن
¬__________
(¬1) البحر المحيط.

الصفحة 189