كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}.
{الَّذِينَ}: في محل الجر بدل من (الذين اتقوا)، أو نعت له {يَقُولُونَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير الفاعل {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا} إلى آخر الآية مقول محكي لـ {يَقُولُونَ}، وإن شئتَ قلتَ: {رب}: منادى مضاف و {نا} مضاف إليه، وجملة النداء في محل النصب مقول لـ {يَقُولُونَ}. {إِنَّنَا}: (إنَّ) حرف نصب، ونا اسمها، {آمَنَّا}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر (إن)، وجملة (إن) في محل النصب مقول القول. {فَاغْفِرْ لَنَا}: الفاء عاطفة. {اغفر}: فعل دعاء، وفاعله ضمير يعود على الله {لَنَا}: جار ومجرور متعلق به، والجملة معطوفة على جملة {آمَنَّا}. قال الكرخي: وفي ترتيب هذا السؤال على مجرد الإيمان دليل على أنه كافٍ في استحقاق المغفرة، وفيه ردٌّ على أهل الاعتزال؛ لأنهم يقولون: إن استحقاق المغفرة لا يكون بمجرد الإيمان. انتهى. {ذُنُوبَنَا}: مفعول به، ومضاف إليه. {وَقِنَا}: الواو عاطفة {قِ}: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة، وهي الياء، والكسرة قبلها دليل عليها؛ لأنه من وقى يقي، وفاعله ضمير يعود على الله و {نا}: مفعول أول {عَذَابَ}: مفعول ثانٍ {النَّارِ}: مضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة قوله: {فَاغْفِرْ لَنَا}.
{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}.
{الصَّابِرِينَ}: نعت {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا}، أو لـ {الَّذِينَ يَقُولُونَ} مجرور بالياء، وقوله: {وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ} كلها معطوفات على {الصَّابِرِينَ}. {بِالْأَسْحَارِ}: متعلق بـ {المستغفرين}.
التصريف ومفردات اللغة
{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ}: من أغنى الرباعي يغني إغناءً، والإغناء: الدفع والنفع، وفلان عظيم الغنى؛ أي: الدفع والنفع. {وَقُودُ}: الوقود؛ بفتح الواو على قراءة الجمهور اسم لما توقد به النار من الحطب، وبضمها مصدر: وقدت

الصفحة 218