كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ}: العلم هنا: مصدر بمعنى اسم المفعول؛ أي: من معلوماته؛ كالخلق بمعنى: المخلوق، واللفظ بمعنى: الملفوظ.
{وَلَا يَئُودُهُ}: في "المصباح": آده يؤده أودًا من باب: قال، فـ: انآد بوزن انفعل؛ أي: ثقل به، وآده أودًا إذا عطفه وحَنَاه. اهـ.
{الْعَلِيُّ} هو فعيل؛ لأن أصله عليو؛ لأنه من: علا يعلو، اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، فأدغمت الياء فيها، فصار عليًّا.
{بِالطَّاغُوتِ} والطاغوت (¬1): بناء مبالغة؛ كالجبروت والملكوت، واختُلِفَ فيه فقيل: هو مصدر في الأصل، فلذلك يؤنث ويذكر كسائر المصادر الواقعة على الأعيان، وهذا مذهب الفارسي، وقيل: هو اسم جنس مفرد، فلذلك لزم الإفراد والتذكير، وهذا مذهب سيبويه، وقيل: هو جمع، وقد يؤنث بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا}، واشتقاقه من: طغى يطغى، كسعى يسعى، أو من: طغا يطغو على حسب ما فيه من الخلاف: هل هو من ذوات الواو، أو من ذوات الياء؟ وعلى كلا التقديرين فأصله: طَغْيُوتْ، أو طَغْوُوت؛ لقولهم: طغيان، فقلبت الكلمة: بأن قُدمت اللام وأُخرت العين، فتحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله، فقلبت ألفًا، فوزنه الآن: فلعوت، وقيل: تاؤه ليست زائدة، وإنما هي بدل من لام الكلمة، فوزنه: فاعول.
{بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}: العروة في الأصل: موضع شد اليد، وأصل المادة تدل على التعلق، ومنه: عروته إذا ألممت به متعلقًا به، واعتراه الهمُّ إذا تعلق به. و {الْوُثْقَى}: على وزن فعلى للتفضيل، تأنيث الأوثق؛ كفضلى تأنيث الأفضل، وجمعها على: وُثَقَ؛ ككبرى وكُبَر، وأما وُثُق بضمتين: فجمع وثيقَ. {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} الولي: فعيل بمعنى فاعل، وهو الناصر.
¬__________
(¬1) سمين.

الصفحة 31