كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}.
{أُولَئِكَ}: مبتدأ أول {لَهُمْ}: جار ومجرور خبر مقدم {عَذَابٌ}: مبتدأ ثانٍ مؤخر، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأول، والجملة من المبتدأ الأول وخبره مستأنفة {أَلِيمٌ} صفة، {وَمَا لَهُم}: الواو عاطفة {ما}: نافية {لَهُم} جار ومجرور خبر مقدم، {مِنْ نَاصِرِينَ}: من: زائدة {نَاصِرِينَ}: مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة {أُولَئِكَ}. وفي "الفتوحات": يجوز أن يكون {لَهُم} خبرًا لاسم الإشارة، و {عَذَابٌ}: فاعل به، وعمل لاعتماده على ذي خبر، أي: أولئك استقر لهم عذاب، وأن يكون {لَهُم}: خبرًا مقدمًا و {عَذَابٌ}؛ مبتدأً مؤخرًا، والجملة خبر عن اسم الإشارة، والأول أحسن؛ لأنَّ الإخبار بالمفرد أقرب من الإخبار بالجملة، والأول من قبيل الإخبار بالمفرد. اهـ. "سمين".
وفيها أيضًا قوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} يجوز أن يكون {مِنْ نَاصِرِينَ}: فاعلًا وجاز عمل الجار لاعتماده على حرف النفي؛ أي: وما استقر لهم من ناصرين، والثاني: أنَّه خبر مقدم، و {مِنْ نَاصِرِينَ}: مبتدأ مؤخر، و {مِنْ}: زائدة على الإعرابين، وأتى بـ {نَاصِرِينَ} جمعًا لرعاية الفواصل.
التصريف ومفردات اللغة
{مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} الميثاق: العهد الموثق المؤكد باليمين، وهو أنْ يلتزم المعاهِد - بكسر الهاء - للمعاهَد - بفتحا - أنْ يفعل شيئًا، ويؤكد ذلك بيمين، أو بصيغة مؤكدة من ألفاظ المعاهدة أو المواثقة، يجمع على مواثق، ومياثق، ومواثيق، ومياثيق، وأصله موثاق، قلبت الواو ياء لوقوعها إثر كسرة؛ لأنه من وثق يثق.
{أَأَقْرَرْتُمْ} أصله؛ أقر، بالإدغام، وإنَّما فك هنا؛ لأنَّه إذ اتصل بالفعل المدغم عينه في لامه ضمير رفع سكن آخره. فيجب حينئذٍ الفك، نحو: حللت وحللنا، كما قال في الخلاصة:

الصفحة 424