كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

مستأنفة {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}: مقول محكيٌ، وإن شئتَ قلتَ: {أَنَا}: ضمير منفصل في محل الرفع مبتدأ، والاسم منه أنْ، والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف؛ ولذلك حذفت وصلًا، والصحيح أنَّ فيه لغتين:
إحداهما: لغة تميم وهي إثبات أَلِفِه وصلًا ووقفًا.
والثانية: إثباتها وقفًا، وحذفها وصلًا. وقيل بل {أَنَا} كله ضمير، وفيه لغات: أنا، وأنْ؛ كلفظ أنْ الناصبة وآن، وكأنه قدم الألف على النون فصار آن مثل آن، المراد به: الزمان، وقالوا: آنه، وهي هاء السكت، لا بدل من الألف. اهـ "سمين". وجملة {أُحْيِي}: خبره، والجملة الإسمية في محل النصب مقول القول {وَأُمِيتُ}: معطوف على أحي.
{قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}.
{قَالَ إِبْرَاهِيمُ} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}: مقول محكي لـ {قَالَ إِبْرَاهِيمُ} وإنْ شئت قلت: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ}. الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أَفْصَحت عن شرطٍ مقدَّرٍ تقديره: إذا كنت قادرًا كقدرة الله .. فأقول لك: {إن الله} {إن}: حرف نصب وتوكيد {اللَّهَ}: اسمها. {يَأْتِي}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهَ} {بِالشَّمْسِ}: جار ومجرور متعلق بـ {يَأْتِي} وجملة {يَأْتِي}: في محل الرفع خبر {إن} تقديره: فإن الله آتٍ بالشمس، والجملة الإسمية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة. {مِنَ الْمَشْرِقِ}: متعلق بـ {يَأْتِي} أيضًا {فَأْتِ بِهَا} الفاء: عاطفة {ائت}: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير يعود على الكافر اللعين. {بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}: كلاهما متعلق بـ {ائت}، والجملة الفعلية معطوفة على جملة إن على كونها مقولًا لجواب إذا المقدرة.
{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}.
{فَبُهِتَ}: الفاء: حرف عطف وتقريع. {بهت الذي}: فعل وفاعل،

الصفحة 45