كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

وهذا (¬1) الفعل من جملة الأفعال التي جاءت على صورة المبني للمفعول، والمعنى فيها على البناء للفاعل؛ فلذلك فسَّروه بدَهِش وتَحيَّر. فـ {الَّذِي كَفَرَ}: فاعل، لا نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة {قَالَ إِبْرَاهِيمُ}. {كَفَرَ}: فعلٌ ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على الموصول والجملة صلة له.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
{وَاللَّهُ}: الواو استئنافية {الله}: مبتدأ. {لَا}: نافية. {يَهْدِي}: فعل مضارع، وفاعله: ضمير يعود على الله. {الْقَوْمَ}: مفعول به. {الظَّالِمِينَ}: صفة له، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية مستأنفة.
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}.
{أَوْ}: حرف عطف وتفصيل وتخيير في التعجب، {الكاف}: زائدة، {الذي}: في محل الجر معطوف على الموصول في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ}، والتقدير: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، أو الذي مرَّ على قرية، وإنْ شئت قلت: الكاف حرف جر معنًى، {إِلَى الَّذِي}: في محل الجر بالكاف، والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور في قوله: {إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ}؛ لأن حروف الجر بعضها يتقارض عن بعض، كما هو كثير في كلامهم، كما أشرنا إلى هذا الوجه الأخير في محل التفسير {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} {الواو}: حالية. {هي}: مبتدأ. {خَاوِيَةٌ}: خبره، والجملة (¬2) في محل النصب حال من الفاعل الذي في {مَرَّ}، أو من {قَرْيَةٍ}، ولكن مجيءَ الحال من النكرة إذا تأخَّرَتْ قليل، وقيل: الجملة في محل الجر صفة لـ {قَرْيَةٍ}، ويُبعِد هذا القولَ الواوُ.
{قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}.
¬__________
(¬1) الجمل.
(¬2) البحر المحيط.

الصفحة 46