كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

{مِائَةُ حَبَّةٍ}: مبتدأ مؤخر ومضاف إليه، والجملة الإسمية في محل الجر صفة لـ {سَنَابِلَ}؛ تقديره: موصوفة يكون مئة حبة في كل سنبلة منها؛ أي: من تلك السنابل، ويصح أن يكون مئة حبة فاعلًا للجار والمجرور قبله؛ لاعتماده على موصوف؛ لوقوعه صفة لسنابل، وهذا الوجه هو أولى من الأول؛ لأن الأصل الوصف بالمفردات دون الجمل، ولكن لا بد من تقدير محذوف، أي: في كل سنبلة منها؛ أي: من السنابل، ويجوز أن تكون الجملة في محل النصب صفة لـ {سَبْعَ}، كقولك: رأيت سبعة رجال أحرار وأحرارًا. وقرىء شاذًا: {مِائَةُ حَبَّةٍ} بالنصب، وقُدِّر بـ: أخرجت، وقدَّره ابن عطية بـ: أنبتت، والضمير عائد على الحبة.
{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
{وَاللَّهُ}: الواو استئنافية. {الله}: مبتدأ، وجملة {يُضَاعِفُ}: خبره، والجملة الإسمية مستأنفة. {لِمَنْ}: جار ومجرور متعلق بـ {يُضَاعِفُ}. {يَشَاءُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير المفعول المحذوف؛ تقديره: لمن يشاء. {وَاللَّهُ} الواو عاطفة. {الله}: مبتدأ. {وَاسِعٌ}: خبر أول. {عَلِيمٌ}: خبر ثانٍ، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها.
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
{الَّذِينَ}: مبتدأ {يُنْفِقُونَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}: جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {يُنْفِقُونَ}. {ثُمَّ}: حرف عطف وترتيب وتراخ (¬1)، نظرًا للغالب من أن وقوع المن والأذى يكون بعد الإنفاق بمدة. وقيل المراد: التراخي في الرتبة، وأن رتبة عدمهما أعظم في الأجر من رتبة الإنفاق. {لَا}: نافية، {يُتْبِعُونَ}: فعل وفاعل، والجملة معطوفة
¬__________
(¬1) الجمل.

الصفحة 69