كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 4)

اللِّحافُ على التغطية.
البلاغة
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ} بين {أَنْفَقْتُمْ} و {نَفَقَةٍ}: جناس الاشتقاق، وكذلك بين {نَذَرْتُمْ} و {نَذْرٍ} ..
{فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ}: فالتعبير بالعلم كناية عن المجازاة، وإلا فهو معلوم، ذكره الكرخي.
{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ}: فيه نوع تفصيل لبعض ما أجمل في الشرطية قبله، وبيان له، ولذا ترك العطف بينهما، وفي الإبداء والإخفاء طباق لفظي، وكذلك بين لفظ الليل والنهار، والسر والعلانية. وهو من المحسنات البديعية.
وفي قوله: {وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ} طباق معنوي (¬1)؛ لأنه لا يؤتي الصدقات إلا الأغنياء، فكأنه قيل: إن يبد الصدقات الأغنياء.
وفي قوله: {هُدَاهُمْ} طباق معنوي؛ إذ المعنى: ليس عليك هدى الظالمين.
وفي قوله: {وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} إطناب؛ لوروده بعد قوله: {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} الذي معناه يصلْكم وافيًا غير منقوص.
{لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وفي هذه الآية طباق في موضعين:
أحدهما: في قوله: {أُحْصِرُوا} و {ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ}.
والثاني: في قوله: {لِلْفُقَرَاءِ} و {أَغْنِيَاءَ}.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
¬__________
(¬1) البحر المحيط.

الصفحة 99