كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 6)
هذا يقتضي المنع لاحتياجهم إليه، فكان ذلك من باب المغفرة والرحمة.
وهذه الجملة (¬1) كالتوكيد لما تقدم، يعني أنه تعالى كفر لكم، ورحمكم حيث أباح لكم ما أنتم محتاجون إليه.
الإعراب
{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
{وَالْمُحْصَنَاتُ}: الواو: عاطفة. {المحصنات}: معطوف على {أُمَّهَاتُكُمْ}، من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} على كونه نائب فاعل لـ {حُرِّمَ}. {مِنَ النِّسَاءِ}: جار ومجرور حال من {المحصنات}. {إِلَّا}: أداة استثناء. {مَا}: موصولة، أو موصوفة في محل النصب على الاستثناء. {مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}: فعل وفاعل ومضاف إليه، والجملة صلة لما، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: ملكته أيمانكم. {كِتَابَ}: منصوب على المفعولية المطلقة، بفعل محذوف تقديره: كتب الله ذلك عليكم كتابًا، وهو مضاف. ولفظ الجلالة {اللَّهِ}: مضاف إليه. {عَلَيْكُمْ}: جار ومجرور، متعلق بالفعل المحذوف، لا (¬2) بالمصدر المذكور؛ لأن المصدر هنا فضلة، وقيل: هو متعلق بنفس المصدر؛ لأنه نائب عن الفعل، حيث لم يذكر معه، فهو كقولك: مرورًا يزيد؛ أي: أمرر به، والجملة المحذوفة مستأنفة، مسوقة لتأكيد مضمون جملة قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}؛ لأنه لمّا قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ...} علم أن ذلك مكتوب، فأكده بهذه الجملة.
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}.
{وَأُحِلَّ}: الواو عاطفة. {أحل}: فعل ماض مغير الصيغة. {لَكُمْ}: متعلق به. {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل الرفع نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة قوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}. {وَرَاءَ ذَلِكُمْ}: ظرف ومضاف
¬__________
(¬1) الخازن.
(¬2) العكبري.