كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

فعل وفاعل، والجملة جواب (إذا) لا محل لها، وجملة (إذا) أو فعل شرطها وجوابها مستأنفة. {حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}: مقول محكي لـ {قالُوَا}، وإن شئت قلت: {حَسْبُنَا}: مبتدأ ومضاف إليه، (مَا) موصولة أو موصوفة في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية في محل النصب مقول (قَالُوا). (وَجَدْنَا): فعل وفاعل، ووجد (¬1) هذا: إما بمعنى علم، فيتعدى إلى مفعولين، فيكون (عَليه) في محل المفعول الثاني. (ءَابَآءَنَا): مفعول أول له، ويجوز أو يكون وجدنا بمعنى: صادفنا، فيتعدى إلى مفعول واحد بنفسه، وفي (عَليه) على هذا الاحتمال وجهان:
أحدهما: هي متعلقة بالفعل، معدية له؛ كما تتعدى ضربت زيدًا بالسوط.
والثاني: أو تكون حالًا أو الآباء، ذكره أبي البقاء، وجملة (وَجَدْنَا) صلة لـ {مَا} أو صفة لها، والعائد أو الرابط ضمير (عَليهِ).
{أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}.
{أَوَلَوْ}: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتعجبي، داخلة على محذوف تقديره: أحَسْبُهُم ذلك؛ أي: كافيهم ذلك. حسبهم مبتدأ، ذلك خبره، والجملة الإسمية جملة إنشائية لا محل لها أو الإعراب. (ولو) الواو: حالية. (لو): حرف شرط غير جازم. (كاَنَءَابَآؤُهُم): فعل ناقص واسمه، وجملة (لَا يَعلَمُونَ شَيْئًا) في محل النصب خبر (كاَنَ). وجملة (وَلَا يهتَدُونَ) معطوفة على جملة (لَا يعلَمُونَ)، وجملة (كاَنَ) من اسمها وخبرها فعل شرط لـ (لو) لا محل لها من الإعراب، وجواب (لو) محذوف دل عليه ما قبلها تقديره: ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون، يقولون: حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا. وجملة (لو) الشرطية في محل النصب حال من (ءَابَآؤُهُم) المقدر، والتقدير: أيقولون حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا حالة كون آبائهم جهلةً ضالين، لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون؟ وعبارة أبي السعود (¬2) قوله: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} قيل: الواو للحال دخلت عليها الهمزة للإنكار والتعجيب؛ أي: أحسبهم ذلك ولو كان
¬__________
(¬1) العكبري.
(¬2) أبو السعود.

الصفحة 126