كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

آباؤهم جهلة ضالين. وقيل: للعطف على شرطية أخرى مقدرة قبلها، وهو الأظهر، والتقدير: أحسبهم ذلك، أو أيقولون هذا القول ولو لم يكن آباؤهم لا يعلمون شيئًا أو الدين، ولا يهتدون للصواب، ولو كانوا لا يعلمون .. إلخ؟ وكلتاهما في موضع الحال؛ أي: حسبهم ما وجدوا عليه آباءهم كائنين على كل حال مفروضة، وقد حذفت الأولى حذفًا مطَّردًا لدلالة الثانية عليها دلالة واضحة. انتهت.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}.
{يَا أَيُّهَا} {يَا}: حرف نداء {أي} منادى نكرة مقصودة، {ها}: حرف تنبيه زائد. {الَّذِينَ}: اسم موصول للجمع المذكر في محل الرفع صفة لـ {أي}، وجملة النداء مستأنفة. {آمَنُوا}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. {عَلَيْكُمْ}: اسم فعل أمر بمعنى: الزموا مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنتم. {أَنْفُسَكُمْ}: مفعول به لاسم الفعل، ومضاف إليه، وجملة اسم الفعل جواب النداء لا محل لها من الإعراب. و {عَلَيْكُمْ} اسم فعل أمر منقول أو الجار والمجرور قال على الإغراء، كما قال ابن مالك:
وَالْفِعْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيْكَا ... وَهكَذَا دُوْنَكَ مَعْ إِلَيكَا
يعني: أن من أسماء فعل الأمر ما هو منقول أو حرف جر، أو ظرف نحو: عليك زيدًا؛ أي: الزمه، وإليك؛ أي: تنح، ودونك زيدًا؛ أي: خذه، ومكانك؛ أي: اثبت، وأمامك؛ أي: تقدَّم. {لَا}: نافية. {يَضُرُّكُمْ}: فعل ومفعول. {مَنْ}: اسم موصول في محل الرفع فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة {ضَلَّ}: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على {مَنْ}، والجملة صلة {مَنْ} الموصولة. {إِذَا}: ظرف لما يستقبل أو الزمان مجرد عن معنى الشرط. {اهْتَدَيْتُمْ}: فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذَا}، والظرف متعلق بـ {يَضُرُّكُمْ}. {إِلَى اللَّهِ}: جار ومجرور خبر مقدم. {مَرْجِعُكُمْ}: مبتدأ مؤخر ومضاف إليه، والجملة الإسمية مستأنفة. {جَمِيعًا}: حال من ضمير

الصفحة 127