كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

والنصارى فيه إفراطًا وتفريطًا، هذه تجعله إلهًا، وهذه تجعله كاذبًا كما سبق.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: {لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، وفي قوله: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ}، وقوله: {وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
ومنها: التفصيل بعد الإجمال في قوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ}، وما عطف عليه؛ لأنه تفصيل لقوله: {اذْكُرْ نِعْمَتِي}، وفي قوله: {لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا}؛ لأنه تفصيل لقوله: {لَنَا}.
ومنها: عطف الخاص على العام في قوله: {وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} إشعارًا بمزيد اختصاصه بهما.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَإِذْ تَخْلُقُ}؛ لأنه بمعنى تصور، وفي قوله: {وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى}؛ لأنه بمعنى تحيي.
ومنها: التشبيه في قوله: {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}.
ومنها: التكرار في قوله: {بِإِذْنِي}؛ حيث كرره في أربعة مواضع للإشعار بأن ذلك كله من جهة الله تعالى ليس لعيسى عليه السلام فيه فعل إلا مجرد امتثاله لأمر الله تعالى.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ}؛ لأن حق المقام أن يقول: إذ قالوا، لتقدم المرجع.
ومنها: الحذف في مواضع.
ومنها: الإطناب في قوله: {بِإِذْنِي}؛ لأنه جاء به أربع مرات عقيب أربع جمل؛ لأن المقام مقام ذكر النعمة والامتنان بها، فناسبه الإسهاب، بخلاف ما مرَّ في آل عمران؛ لأن ما هناك موضع إخبار لبني إسرائيل، فناسبه الإيجاز.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *

الصفحة 162