كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

النصب مقول {قَالَ} على كونها جواب النداء. {اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} مقول محكي لـ {قُلْتَ}، وإن شئت قلت: {اتَّخِذُونِي}: فعل وفاعل ومفعول أول. {وَأُمِّيَ}: معطوف على ياء المتكلم {إِلَهَيْنِ}: مفعول ثان لـ {اتخذوا}. {مِنْ دُونِ اللَّهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف حال من فاعل {اتخذوا} تقديره: حال كونكم متجاوزين الله، أو بمحذوف صفة لإلهين تقديره: إلهين كائنين من دون الله، وجملة اتخذوني في محل النصب مقول {قُلْتَ}.
{قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ}.
{قَالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {عيسى}، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا. {سُبْحَانَكَ} إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} مقول محكي لـ {قَالَ}، وإن شئت قلت: {سُبْحَانَكَ}: منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف وجوبًا تقديره: أسبحك سبحانًا، والجملة المحذوفة في محل النصب مفعول {قَالَ}. {مَا}: نافية. {يَكُونُ}: فعل مضارع ناقص. {لِي}: جار ومجرور خبر مقدم لـ {يَكُونُ}. {أَن}: حرف نصب ومصدر. {أَقُولَ}: فعل مضارع منصوب بـ {أن}، وفاعله ضمير يعود على عيسى، وجملة {أَقُولَ} صلة {أَنْ} المصدرية، {أَنْ} مع صلتها في تأويل مصدر مرفوع على كونه اسم {يَكُونُ} تقديره: ما يكون قول ما ليس لي بحق كائنًا لي، وجملة {يَكُونُ} من اسمها وخبرها في محل النصب مقول {قَالَ}. {مَا} موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول {أَقُولَ}؛ لأنه بمعنى: اذكر. {لَيْسَ}: فعل ماضٍ ناقص واسمها ضمير يعود على {مَا} {لِي}: جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره: أي، فاللام فيه للتبيين كـ (لام): سَقْيًا لك. {بِحَقٍّ}: جار ومجرور خبر {لَيْسَ}، والتقدير: ما ليس كائنًا بحق لي؛ أي: بلائق بي، وجملة {لَيْسَ} صلة لـ {ما} هو، أو صفة لها، والعائد أو الرابط ضمير {لَيْسَ}. وقال أبو البقاء (¬1): اسم {لَيْسَ} ضمير مستتر فيها، وخبرها {لِي} وهو {بِحَقٍّ} في موضع الحال من الضمير في الجار، ويجوز أن يكون {بِحَقٍّ} مفعولًا به تقديره: ما ليس يثبت لي بسبب
¬__________
(¬1) العكبري.

الصفحة 176