كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

حق، فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار؛ لأن المعاني لا تعمل في المفعول به، ويجوز أن يجعل {بِحَقٍّ} خبر {لَيْسَ} و {لِي} تبيين كما في قولهم: سقيًا لك ورعيًا، ويجوز أن يكون {بِحَقٍّ} خبر {لَيْسَ} و {لِي} صفة {بِحَقٍّ} قدِّم عليه فصار حالًا، وهذا يخرَّج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه انتهى. وقيل (¬1): إن {لِي} متعلقة بنفس {حق}؛ لأن الباء زائدة و {حق} بمعنى: مستحق؛ أي: ما ليس مستحقًا لي {إِنْ} حرف شرط جازم. {كُنْتُ}: فعل ناقص واسمه في محل الجزم بـ {إن}. {قُلْتُهُ}: فعل وفاعل ومفعول؛ لأنه بمعنى: ذكرته، وجملة {قُلْتُهُ} في محل النصب خبر كان تقديره: إن كنت قائلًا إياه، أي: ذاكرًا إياه {فَقَدْ}: الفاء رابطة لجواب إن الشرطية وجوبًا لاقترانها بـ {قد}. {قد}: حرف تحقيق. {عَلِمْتَهُ}: فعل وفاعل ومفعول أول، وليست (¬2) علم هنا عرفانية؛ لأن المعرفة تستدعي سبق الجهل، فهي هنا على بابها، ومفعولها الثاني محذوف تقديره: فقد علمته واقعًا مني، وجملة علمته في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة {إن} الشرطية في محل النصب مقول {قَالَ}.
{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}.
{تَعْلَمُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {الله}، والجملة في محل النصب مقول القول. {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول أول لـ {تَعْلَمُ}، والثاني محذوف تقديره: منطويًا وثابتًا. {فِي نَفْسِي}: جار ومجرور صلة لـ {ما} أو صفة لها. {وَلَا}: الواو: عاطفة. {لَا}: نافية {أَعْلَمُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {عيسى}، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {تَعْلَمُ}. {مَا} موصولة أو موصوفة، في محل النصب مفعول به لـ {أَعْلَمُ}؛ لأن علم هنا بمعنى: عرف {فِي نَفْسِكَ}: جار ومجرور ومضاف إليه صلة لـ {ما}، أو صفة لها. {إِنَّكَ} {إن}؛ حرف نصب، والكاف: اسمها. و {أَنْتَ}: تأكيد. {عَلَّامُ الْغُيُوبِ}: خبرها ومضاف إليه، وجملة
¬__________
(¬1) الجمل.
(¬2) الصاوي بتصرف.

الصفحة 177