كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

بواجب الحذف لوقوعه خبرًا تقديره: ذلك كائن بسبب كونهم قسيسين ورهبانًا، والجملة الإسمية مستأنفة استئنافًا بيانيًّا. {وَأَنَّهُمْ}: الواو عاطفة. {أن}: حرف نصب، والهاء: اسمها، وجملة {لَا يَسْتَكْبِرُونَ} في محل الرفع خبر {أن}، وجملة {أن} في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من جملة {أن} الأولى تقديره: ذلك كائن بسبب كونهم قسيسين ورهبانًا، وعدم استكبارهم.
{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ}.
{وَإِذَا} {الواو} هو استئنافية أو عاطفة. {إذا}: ظرف لما يستقبل من الزمان. {سَمِعُوا}: فعل وفاعل والجملة في محل الخفض بإضافة {إذا} إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي. {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول {سَمِعُوا}، وسمع هنا لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد باتفاق النحاة؛ لأنه دخل على ما يسمع. {أُنْزِلَ}: فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على {مَا}، {إِلَى الرَّسُولِ}: جار ومجرور متعلق بـ {أُنْزِلَ}، والجملة الفعلية صلة لـ {ما} أو صفة لها.
{تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ}.
{تَرَى}: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر يعود على: محمد، أو على المخاطب. {أَعْيُنَهُمْ}: مفعول به لـ {تَرَى} هو، وهي بصرية تتعدى إلى مفعول واحد، وجملة {تَرَى} جواب {إذا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {إذا} مستأنفة لفظًا، وإن تعلق بما قبله في المعنى، ولذلك جعله (¬1) بعضهم أول الربع، أو في محل الرفع معطوفة على خبر {أن} الثانية تقديره: ذلك بسبب أنهم لا يستكبرون، وأن أعينهم تفيض من الدمع عند سماع القرآن. {تَفِيضُ}: فعل مضارع وفاعل ضمير يعود على {أَعْيُنَهُمْ}. {مِنَ الدَّمْعِ}: جار ومجرور متعلق بـ {تَفِيضُ}، أو حال من فاعل {تَفِيضُ}، والتقدير: حالة كونها مملوءة من الدمع.
¬__________
(¬1) الجمل.

الصفحة 37