كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

فيكون في ذلك الإنكار؛ لانتفاء إيمانهم وانتفاء طمعهم مع قدرتهم على تحصيل الشيئين: الإيمان، والطمع في الدخول مع الصالحين. ويجوز (¬1) أن يكون التقدير: ونحن نطمع، فتكون الجملة حالًا من ضمير الفاعل في {نُؤْمِنُ}. {أَن يُدْخِلَنَا}: ناصب وفعل ومفعول. {رَبُّنَا}: فاعل. {مَعَ الْقَوْمِ}: ظرف ومضاف إليه، متعلق بـ {يُدْخِلَنَا}. {الصَّالِحِينَ}: صفة لـ {الْقَوْمِ}، والجملة الفعلية صلة {أن} المصدرية، {أن} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف متعلق بـ {نطمع}، والتقدير: ونطمع في إدخال ربنا إيانا مع القوم الصالحين.
{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}.
{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ}: الفاء فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت قولهم المذكور، وأردت بيان جزاء قولهم المذكور .. فأقول لك: أثابهم الله. {أثابهم الله}: فعل ومفعول أول وفاعل، والجملة الفعلية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {بِمَا قَالُوا} الباء حرف جر وسبب. {ما}: مصدرية. {قَالُوا}: فعل وفاعل، والجملة صلة {ما} المصدرية، {ما} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء، الجار والمجرور متعلق بـ {أثاب}، والتقدير: فأثابهم الله بقولهم ذلك. {جَنَّاتٍ}: مفعول ثان لـ {أثاب}. {تَجْرِي}: فعل مضارع. {مِنْ تَحْتِهَا}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {تَجْرِي}. {الْأَنْهَارُ}: فاعل، والجملة الفعلية في محل النصب صفة لـ {جَنَّاتٍ}: ولكنها صفة سببية. {خَالِدِينَ}؛ حال من ضمير {أثابهم}. {فِيهَا} متعلق به. {وَذَلِكَ}: مبتدأ. {جَزَاءُ} وخبر {الْمُحْسِنِينَ}: مضاف إليه، والجملة مستأنفة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)}.
{وَالَّذِينَ}: مبتدأ أول. {كَفَرُوا}: فعل وفاعل صلة الموصول.
¬__________
(¬1) أبو البقاء.

الصفحة 39